ما هي حكاية طائرة كونكورد مع اللون الأزرق؟
في العام 1996 كشفت شركة بيبسي عن أحد أكبر الحملات التسويقية في تاريخها، وهو مشروع “بروجكت بلو”. في الماضي كانت عبوّات بيبسي تحتوي على الكثير من اللون الأحمر، والذي يُعد اللون الرئيسي لمنافستها الرئيسية كوكا-كولا، وبالتالي قامت الشركة بتغيير التصميم ليصبح أزرق، ومن هنا جاءت الحاجة إلى مشروع تسويقي ضخم “أزرق” اللون.
اتفقت بيبسي مع “إير فرانس” على صبغ إحدى طائرات كونكورد في أسطولها باللون الأزرق، وهي طائرة “سييرا دلتا”، والتي كانت من أواخر طائرات كونكورد التي يتم إنتاجها، وواحدة من 20 طائرة فقط في الخدمة.
تم الكشف عن الطائرة بلونها الجديد خلال فعّالية ضخمة في لندن، ثم انطلقت الطائرة في جولة حول العالم، لكن سرعان ما ظهرت مشكلة بسبب اللون الأزرق، هذه المشكلة استعدت الحاجة إلى تخفيض سرعة الطائرة التي تم تصميمها في الأساس للطيران بسرعة تفوق سرعة الصوت.
تتسبب السرعة التي تحلّق بها طائرات الكونكورد في رفع حرارة جسم الطائرة، وذلك لأن الهواء لا يستطيع التحرّك حول الطائرة بالسرعة الكافية، مما يضغط الهواء أمام مقدّمة الطائرة ويرفع حرارة أنف الطائرة ليصل إلى 127 درجة مئوية، فيما تصل حرارة جسم الطائرة إلى 90 درجة.
هذا الارتفاع يتسبب في تمدد جسم الطائرة بمقدار 30 ملم، لكن هذه ليست المشكلة الرئيسية، المشكلة هي اللون الجديد.
كونكورد أخذت هذه المشكلة في الحسبان، لذا اختارت دهان أبيض خاص له قدرة عالية على عكس الضوء والحرارة، لكن اللون الأزرق الغامق الجديد يعني أن انعكاس الضوء أقل، وبالتالي فإن حرارة الطائرة سترتفع بشكل كبير، لذا طُلب من الطيّارين عدم تجاوز سرعة ماخ 2 لأكثر من 20 دقيقة.
حلّقت “طائرة بيبسي” 14 مرّة خلال أسبوعين وزارت 10 دول، ثم انتهت الحملة وعادت الطائرة إلى لونها الطبيعي. تشير التوقعات إلى صبغ الطائرة باللون الأزرق كلّف شركة بيبسي أكثر من مليون دولار أمريكي، وأن حملة “بروجكت بلو” كلّفت ما يقرب من نصف مليار دولار، لكن الحملة لم تفلح في زيادة أرباح بيبسي لتقترب من منافستها كوكا-كولا.