مع استمرار التراجع الحاد في الطلب على السفر، تلجأ العديد من شركات الطيران إلى إخراج طائراتها الضخمة من طرازات بوينغ 747 وإيرباص A380 من الخدمة لتخفيض التكاليف، وهذا بالطبع ليس أمرًا مفاجئًا، فلقد تراجعت شعبية هذه الطائرات بين شركات الطيران خلال السنوات الماضية نظرًا للتكاليف التشغيلية، مما أدى إلى استبدالها بطائرات أصغر حجمًا وأقل كلفةً، واليوم ومع الانكماش الهائل في قطاع الطيران، فمن الطبيعي أن نودّع هذه الطائرات، لكنه بالتأكيد أمر مؤلم.
في العام الماضي أعلنت إيرباص إيقاف إنتاج طائرتها العملاقة A380 وهي الآن بصدد تسليم آخر طائرة من هذا الطراز، لكن وعلى الرغم من تراجع الطلب على السفر، إلّا أن عدد من الشركات، مثل طيران الإمارات، لا تزال تشغّل هذه الطائرة، وستستمر في تشغيلها لسنوات قادمة.
أمّا بالنسبة لطائرة بوينغ 747، صاحبة لقب “ملكة الأجواء”، فمستقبلها يبدو محصورًا بالشحن الجوي، حيث لم تنتج الشركة نسخة خاصة بالركّاب منذ تسليم آخر طائرة 747 إلى الخطوط الجويّة الكوريّة في 2017، وهي الآن تنتج طائرة شحن واحدة من هذا الطراز كل شهرين لتسليم طلباتها المؤكدة – 12 طائرة لشركة الشحن UPS وثلاث طائرات لشركة شحن روسية.
وتعد كوانتاس من أبرز الشركات المشغلّة لطائرة بوينغ 747، حيث حمل أسطولها من هذه الطائرات أكثر من 250 مليون مسافر على مدى 49 عامًا في الخدمة.
بالنسبة للشركة الأسترالية، فإن بوينغ 747 تحتل مكانة خاصة، فعند تقديم هذه الطائرة لأول مرة قبل 50 عامًا، كانت الرحلة الذهاب والعودة من أستراليا إلى لندن تكلّف المواطن الأسترالي ما يعادل راتب 24 أسبوعًا، لكن هذا الرقم انخفض ليبلغ راتب 5 أسابيع بحلول عام 1990، ثم إلى أسبوعين بحلول العام 2000، ثم إلى ما يعادل أجر أسبوع واحد في وقتنا الحالي.
لكن الشركة أنهت خدمة آخر طائراتها من هذا الطراز الأسبوع الماضي، حيث انطلقت الرحلة رقم QF7474 من سيدني إلى لوس أنجيلوس لتنهي حياتها في صحراء موهافي. لكن كابتن الطائرة قررت أن يكون الوداع مختلفًا، فرسمت شعار الشركة في السماء من خلال مسار خاص قبل التوجه إلى الولايات المتحدة.
وداعًا بوينغ 747.