على الرغم من الجهود التي تبذلها المطارات وشركات الطيران للحد من انتشار فيروس كورونا وضمان سلامة الركّاب، إلا أن الكثيرين لا زالوا يواجهون صعوبةً في تقبّل فكرة السفر، وهذا من أهم العوامل التي ستعيق انتعاش قطاع الطيران خلال السنوات المقبلة.
فكرة التواجد داخل مقصورة الطائرة مخيفة للبعض، فمن الصعب الالتزام بالتباعد الاجتماعي عندما تكون محاطًا بعشرات المسافرين في مكان مغلق وصغير نسبيًا، لكن شركة التصميم البريطانية “بريستمان غوود” كشفت عن تصورها لمستقبل الطيران في ظل استمرار وباء كورونا العالمي.
الشركة كشفت عن مشروع “بيورسكايز”، والذي ركّزت فيه الشركة على ثلاثة جوانب، وهي المساحة الشخصية، والتعقيم، وتوفير تجربة بلا تلامس. اعتمدت الشركة على الإضاءة لطمأنة المسافرين، حيث يتغير لون الإضاءة في المقصورة وفي المقاعد إلى لون سيان (الأزرق السماوي) أو القرمزي أثناء تنظيف الطائرة، وبعد الانتهاء من التنظيف، تتغير الإضاءة إلى اللون الأصفر والقرنفلي لطمأنة الركاب حول نظافة المقصورة.
وعملت الشركة على تقسيم منطقة الدرجة الاقتصادية إلى مناطق صغيرة باستخدام الحواجز التي تفصل صفوف المقاعد، لكن الشركة لم تضع حاجزًا خلف كل صف من المقاعد بل بين كل صفين لتشكيل مناطق مصغرة.
من الملاحظ أن المقاعد مصممة لتكون بمثابة قطعة واحدة، مما يلغي وجود فراغات بينها في المنطقة الخلفية، وذلك لتجنّب تجمّع الأوساخ والجراثيم فيها، كما أن إرجاع المقاعد للخلف بالطريقة التقليدية ليس ممكنًا مع هذا التصميم، لكن الشركة استعاضت عن ذلك بآلية مدمجة داخل المقعد نفسه، وهذا أمر رائع بالنسبة لي شخصيًا.
وبحسب التصميم الجديد فإن مقاعد الدرجة الاقتصادية ستخلو من شاشات الترفيه، لكن تتوفر منطقة لتثبيت الأجهزة الخاصة بالركّاب، أمّا بالنسبة لطاولة الطعام، فيمكن تثبيتها فقط عند الحاجة. ونلاحظ عدم وجود منطقة تخزين، لكن عوضًا عن ذلك توفر الشركة حقيبة قابلة للفك والتركيب، مع وجود مناطق لتثبيت الحقائب الخاصة بالركّاب.
أمّا في درجة رجال الأعمال، فإن لكل راكب منطقة خاصة به محاطة بستارة تعزل تلك المنطقة من الأرض وحتى السقف، وتضم هذه المنطقة خزانة خاصة ومنطقة لتخزين الأمتعة. ويمكن للراكب ربط جهازه الخاص بنظام الترفيه في المقعد لتجنّب لمسه.